إن عقد الوساطة التجارية واحد من أهم أنواع العقود التجارية، والتي من خلالها يتوسط طرفاً محايداً بين طرفين للتوصل إلى تسوية مقبولة للنزاع الدائر بين الطرفين الآخرين. ومع توسع الأعمال التجارية ظهرت الحاجة الماسة إلى الوساطة التجارية، والتي من شأنها أن تساعد في الوصول إلى تسوية تفاوضية بين أطراف النزاع. وكل هذا يعزز من العملية التجارية ويساعد في الاستقرار، خاصة وأن الوسيط التجاري يمتلك الخبرة الكافية التي تجعله فاصلاً محايداً بينهم، وذلك بفضل تواجده الدائم في الأسواق ومتابعة العمليات التجارية المختلفة. وفي هذه المقالة سنعرض لكم ماهية عقد الوساطة التجارية، وكذلك طبيعة هذا العقد وأهم المشاكل التي قد تنجم عنه. فضلاً عن الحديث حول الوسيط التجاري نفسه، وكذلك أهم المهام التي يقوم بها أو يتولاها في العمليات التجارية.
ما هو عقد الوساطة التجارية؟
هو أحد أشكال العقود التجارية المرنة التي يتم من خلالها تسوية المنازعات بين طرفين، بحيث يتدخل طرفاً ثالثاً يُطلق عليه الوسيط التجاري.
ويقوم هذا الوسيط بمساعدة الطرفين في التوصل إلى تسوية تفاوضية لنزاعهم، ويشترط أن يكون هذا الوسيط محايداً.
وكذلك يمتلك الخبرة في تسوية المنازعات، بحيث لا يكون يعمل لصالح أي طرف من أطراف التعاقد، فالهدف من وجوده هو تقريب المسافات بينهم.
وينص عقد الوساطة التجارية على احتفاظ كل من الطرفين المتنازعين بالحق في تنفيذ قرار التسوية أو عدم تنفيذه.
ويكون تدخل الوسيط التجاري في مقابل الحصول على أجر مادي معين، وينتهي دوره بعد حدوث القبول بين طرفي العقد.
تعرف علي : ضريبة القيمة المضافة المستردة
الطبيعة الخاصة بعقد الوساطة التجارية
أما بالنسبة إلى الطبيعة الخاصة بعقد الوساطة التجارية، فإن مضمونه هو تكليف أحد الوسطاء التجاريين بواسطة أطراف التعاقد لإبرام صفقة معينة.
وذلك في مقابل حصول الوسيط على أجر محدد أو نسبة معينة من الاتفاق، بحيث يقوم هذا الوسيط بالتوفيق بين طرفي التعاقد.
في تلك العملية يعمل الوسيط التجاري باسمه الشخصي مباشرة، ويكون مستقل تماماً عن طرفي التعاقد وبالتالي لا يحق له التدخل في العقد.
تعرف علي : من هم شركاء التوزيع؟ وكيف ومتى تختار شريك التوزيع المناسب؟
مشاكل الوساطة التجارية
ينطوي عقد الوساطة التجارية على عدد من المشكلات الأساسية، والتي من شأنها أن تؤثر على الأعمال التجارية بشكل كبير. وفيما يلي أهم المشكلات الناجمة عن عقد الوساطة التجارية:
السرعة في اختيار الوسيط التجاري
يمكن أن يؤثر اختيار الوسيط التجاري بشكل سريع على عقد الوساطة التجارية بشكل عام، وبالتالي التعامل مع شخص دون خبرة أو كفاءة كافية للفصل في النزاع بحيادية.
لذا يجب قبل عمل عقد الوساطة التجارية اختيار الوسيط التجاري المناسب بشكل دقيق، وذلك في إطار إجراء عدد من المقابلات معه.
فضلاً عن التحقق من خبرته وكفاءته من خلال السؤال عنه في السوق، وهذا بغرض معرفة أساليبه وخبرته وكذلك آلية تعامله مع العملاء.
الثقة المفرطة في الوسيط التجاري
يمكن أن تتسبب الثقة المفرطة في الوسيط التجاري المتعامل معه في حدوث مشكلات في عقد الوساطة التجارية.
فعلى الرغم من أن هذا الوسيط يكون ودوداً ومحايداً، إلا أنه يجب ألا تتم الثقة به بشكل تام أي لابد الحفاظ على الضوابط والحدود في التعامل مع الوسيط.
مهام الوسيط التجاري
بعد أن تعرّفنا على ماهية عقد الوساطة التجارية، وكذلك أهم المشكلات الناجمة عن ذلك العقد، سننتقل الآن للحديث عن أهم مهام الوسيط التجاري.
تكمن أهم مهام الوسيط التجاري في دوره في ممارسة الأعمال المادية المحددة، والتي من شأنها أن توفِق بين طرفي التعاقد المتنازعين.
بحيث يقوم هذا الوسيط بمحاولة التوسط بين طرفي النزاع في العقد، للوصول إلى حل وسط يقبله الأطراف المتنازعة.
أو قد يقوم أحد أطراف العقد بتكليفه بالبحث عن شخص يقبل التعاقد معه، وذلك وفقاً للشروط المحددة التي وضعها الشخص المكلف للوسيط التجاري.
وتتم كل تلك المهام دون أن يشترك الوسيط التجاري في عقد الوساطة التجارية، وكذلك دون أن يشارك في إبرام أو توقيع العقد بنفسه.
وينجز الوسيط التجاري المهام المطلوبة منه حول تسوية النزاع بين طرفين أو البحث عن طرف آخر يقبل شروط العقد، ويحصل في المقابل على أجر معين.
ويتم تحديد هذا الأجر الذي سيحصل عليه الوسيط التجاري أو النسبة التي اتفق عليها مع أحد أطراف العقد قبل أن يقوم بممارسة دوره.
وقد يكون الأجر المتفق عليه بين أحد أطراف العقد والوسيط التجارى مجرد أجر مادي محدد، أو نسبة معينة مُتفق عليها في عقد الوساطة التجارية.